أقسام المدونة

الثلاثاء، 16 أبريل 2013

حبيبتي امها ست مش كويسة.. مش عارف أخطبها إزاي


يا جماعة عندي مشكلة غريبة جدا ومحيراني جدا.. أنا بحب بنت الجيران وباموت فيها وهي كمان بتموت فيّ، وأنا أكبر منها بـ5 سنين، أنا خلّصت الكلية الحمد لله واشتغلت، وتقريبا كوّنت نفسي، يعني معايا فلوس المهر والشبكة والكلام ده.

وطلبت من والدي ووالدتي إني أخطب وأرتبط وماكانش عندهم أي مانع، ولما عرفوا إني عايز أخطب بنت الجيران كانت الصدمة الكبيرة ليّ.

والدي قال لي إن أمها كانت ست مش كويسة، وإن البنت اللي أنا بحبها بنت راجل تاني مش بنت أبوها، وده نتيجة علاقة أمها براجل تاني، وسألت أكتر من حد واتأكدت إن الموضوع ده صح ومش عارف أعمل إيه، أرجوكم حد يساعدني وآسف على الإطالة.. وشكرا.

M_emad


مرحبا بك ... رزقك الله السعادة والاطمئنان وراحة البال، ولا داعي للاعتذار، فنحن سعداء بالإجابة على تساؤلاتكم.

عذرا صديق "بص وطل" لكن لي تساؤلا ملحّا، وهو كيف تكونا جيرانا ولم تعرف عنها هذا الموضوع من قبل، خصوصا أن الجميع يعرفه، وفي نفس الوقت فإن الفتاة تعيش مع هذا الرجل الذي تقول إنه ليس والدها، وهل هو يعرف أم لا؟ وأيضا بالنسبة إليها، هل هي تعرف أم لا؟

بدايةً.. أنت أكثر إنسان في الدنيا تستطيع تحديد مدى التزام الفتاة بحدود الله وتحمّلها للمسئولية، وسأرد بناء على أنها فتاة تستحق منك التفكير في الارتباط بها، من هنا يوجد احتمالان:

الأول: أن والدها لا يدري شيئا وأحسن تربية ابنته، وأن زوجته تابت وأنابت وأحسنت تربية ابنتها تكفيرا عن ذنوبها، وأن الفتاة حافظت على حدود ربها، وعلى كونها فتاة مصرية من أسرة محترمة تعرف ما لها وما عليها، لدرجة أنها حازت على احترامك وحبك.

الثاني: أن الأب علم بالذنب الذي ارتكبته زوجته، لكنه لم يفضح ما ستره الله، واعتبرها بمثابة ابنة له فأحسن تربيتها علّه يتخذ أجرا لا يعلمه إلا الله، يعوّضه به عما جنته عليه زوجته.

هل صليت صلاة استخارة وصلاة الحاجة بنيّة أن يقيك الله شر الحيرة وعدم القدرة على اتخاذ القرار؟ الآن أمامك أيضا اختياران:

الأول: إما أن تكون من عباد الله الصالحين الذين لا يحاسبون أناسا بذنب آخرين، وتُحكّم عقلك وقلبك في ذات الوقت، ولا تفضح سرا ستره الرحمن الرحيم، وتحاول إقناع والديك الكريمين بذلك، وبأنك لم تكن لتُقبِل على الارتباط بالفتاة لولا أن دينها وتربيتها جعلاك تحترمها وتحترم المنزل الذي خرجت منه.

ولا تنسَ أخي الكريم أن الإنسان لا يحاسب على أخطاء الغير، صحيح أن العرق دسّاس كما يقال، لكن أيضا لا شيء يقف أمام إرادة الله إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، فإذا أراد جلّ وعلا أن ينشئ الفتاة نشأة حسنة فلن تستطيع سيرة والدتها أو أي شيء الوقوف أمام إرادته.

احذر أن تقف أمام والديك موقف المعاند أو أن تشعرهما بأنك ستتزوجها رغما عنهما، فدون بركتهما لن تشعر بأي راحة نفسية، واصبر حتى تنال رضاهما وتثبت لهما وجهة نظرك، واطلب من ذوي الثقة التدخل في الموضوع.

اطلب بود وترفق واجعل والدتك تسأل عن خُلُق الفتاة، واطلب من والدك التريّث والسؤال عن أخلاق والدها، فهي تنسب إليه مهما كان وتربيتها من أخلاقه، فإن كان إنسانا يتقي الله فتيقّن بإذن الله أن ابنته لم تخرج عن هذه الصفات.

أما إذا كان شخصا غير مسئول ولا يراعي حدود الله فلتبتعد تماما عن هذا الموضوع بشكل أخلاقي ولا تفضح ما ستره الله حتى للفتاة نفسها، فتتحمل ذنبها وذنب ما قد يصيبها من أضرار نفسية قد تؤثر على سلوكياتها.

أما الاختيار الثاني: إذا كنت أيضا متأكدا من حسن أخلاق الرجل وابنته لكن نفسك لم تعد تستطيع إكمال الموضوع، أو أن والديك الكريمين لم يقتنعا تماما بموضوع الارتباط، وتزايدت العوائق والمشكلات، فتذكر دائما أن الله لا يريد لنا إلا الخير.

تذكر أخي الكريم قول رسول الرحمة: "احفظ الله يحفظك.. احفظ الله تجده تجاهك.. تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة.. إذا سألت فاسأل الله.. وإذا استعنت فاستعن بالله.. واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يضروك.. ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم ينفعوك".

حاول تطبيق الحديث الشريف واحفظ الله في كل كبيرة وصغيرة، ولا تؤذي مشاعر الفتاة أو تشعرها بعدم الثقة، فتلقي بها في دائرة لا يعلم مدى قسوتها وتأثيرها إلا الله.

اخرج من حياتها بهدوء الفارس المقدّر للمسئولية المحافظ على العهد الذي لا يطعن في الظهر ولا يقابل الحسنة بالإساءة، قل لها أي عذر لا يخدش كبرياءها وثقتها بنفسها، حتى وإن اعتقدت فيك السوء فالله سميع عليم قادر على تغيير الأحوال.

وتذكر أن الإنسان لا يحاسب على زلّات الآخرين حتى وإن كان الأبوين، وإلا لما تقبّل الله إسلام إنسان من أبوين كافرين.